» » ما هو العلم الكاذب pseudoscience ؟ و كيف تكتشف ان كان ما امامك ضمنه أم لا ؟




     يوميا يصادف كل شخص منا العديد من الخرافات و الأشياء الغريبة و العجيبة التي تتنكر في صورة نظريات و اكتشافات علمية او طرق علمية جديدة، و من المدهش فعلا أن يرى الشخص عدد الأشخاص الذين يقتنعون بهذه الأشياء الغريبة سواء في عالمنا العربي او خارجه، و من المدهش ايضا أن يرى الشخص مدى انتشار هذه الافكار بين المتعلمين و غير المتعلمين سواء كانت هذه الافكار متعلقة بالعلاج بالاعشاب و الطب البديل او بالتنجيم او بالاشباح و البيوت المسكونة أو البرمجة اللغوية العصبية او قانون الجذب أو غيرها .

     قبل قليل و اثناء تجوالي في الفيسبوك ، وجدت مقالة رائعة للدكتور احمد خالد توفيق قام بمشاركتها صديقي العزيز د.ابراهيم حسان عن ظاهرة العلم الكاذب و أحد منتجاتها و هي مقالة "تعالوا ننخدع من جديد - 2: شربة الحاج داود"  و هي تتحدث عن الاكتشاف الجديد الذي يشخص و يعالج الايدز و التهاب الكبد الوبائي ج و عدة امراض اخرى و الذي تنتشر اخباره في وسائل الاعلام ، و انا اعيد قرائتها لفتت نظري المعايير التي ذكرها الدكتور احمد خالد توفيق للعلم الكاذب و تذكرت أني قرات عنها في مقالات سابقة له عن العلم الكاذب ايضا و هي سلسلة مقالات "هؤلاء النصابون الكبار و ابتكاراتهم العبقرية " المكونة من ست مقالات : اول ثلاث مثالات عن الطب الزائف و هي في هذه الصفحة (هنا) و المقال الرابع عن علاج اخر للايدز اكتشفه عالم اخر قبل زمن (المقال هنا) و الخامس و السادس عن البرمجة اللغوية العصبية (المقالين هنا و هنا) و أيضًا في مقاله عن الطبيب ارباب المكتشف المزعوم لعلاج وهمي للسكر و الصرع ايضا في مقاله "إنهم مستمرون"

     و أظن أن الأمر يستحق أن يكتب الشخص تدوينة مستقلة للمعايير السبعة التي تجعل الشخص يشك في أن الموضوع الذي أمامه ينضوي تحت نطاق العلم الكاذب ، خصوصًا و انها مفيدة فعلا .

ما هو العلم الكاذب Pseudoscience قبل كل شيء ؟

    العلم الكاذب هو أي اعتقادات أو وسائل تحاول أن تكتسب الشرعية و الاحترام بالادعاء بأنها علمية ، لكنها لا تلتزم بالطريقة العلمية الصارمة و بالمعايير السليمة للأدلة و التي تميز العلم عن غيره. 

كيف تميز ما إذا كان الادعاء الذي امامك علمي أم علمي كاذب ؟

     قام العالم الأمريكي روبرت بارك بذكر سبع معايير يمكنها أن تساعدك لتمييز العلم الحقيقي عن ادعاءات العلم الكاذب في كتابه الشهر "الفودو العلمي : الطريق من السذاجة إلى النصب Voodoo Science : The road from foolisness to fraud" . و هذه المعايير هي :

1 - أصحاب الادعاءات العلمية الكاذبة يتجهون مباشرة إلى وسائل الإعلام :

     تقتضي الطريقة العلمية بنشر الابحاث و الاكتشافات الجديدة في المجلات العلمية المتخصصة في مجال الكشف او البحث نفسه ، و ذلك حتى يقوم العلماء المختصين في المجال و اصحاب الخبرة الكافية فيه بالتدقيق فيها لكن اصحاب الاكتشافات العلمية الكاذبة يتجهون مباشرة لوسائل الإعلام حيث يعرضون اكتشافاتهم للجماهير الغير مختصة و التي ليس لديها خبرة علمية او خلفية كافية تؤهلها لتمييز الادعاءات الصحيحة من الكاذبة.

2 - ادعاء ان مؤامرة حاولت قمع الاكتشاف او منعه :

     تختلف الجهات التي يدعي اصحاب الاكتشافات الكاذبة انها وراء المؤامرة ، فالبعض يختار شركات الادوية و البعض الاخرى يختار الدول المعادية او الاستخبارات الاجنبية او العلماء المنافسين او غيرهم . لكن تظل هذه سمة مميزة لمعظم اصحاب الاكتشافات العلمية الكاذبة.

3 - النتائج التي يدعيها صاحب الاكتشاف لا تتحسن مع الوقت :

     لا يوجد تطوير او تحسن في الاكتشاف المزعوم الذي قام به الشخص ، و لا توجد اي ابحاث او اعمال تالية في نفس الجانب او على نفسي الاكتشاف لتطويره او زيادة فائدته .

4 - الاعتماد على الأدلة الشفهية لدعم الادعاء :

     بدلاً من أن يقوم العالم او صاحب الاكتشاف بتقديم الادلة العلمية و الاحصائيات و التجارب التي قام بها ، يقوم بدعم الكلام باقواله و بقصص شفهية من اخرين على نجاح اكتشافه او اهميته او على شفائهم اعتمادًا على ما قدمه او على مدة فاعلية طرقه .

5 - قيام المصدقين لهذا بدعم الفكرة بالرجوع للتقاليد القديمة :

      الرجوع لافكار القدماء او ادعاء ان الطريقة هي تطوير لشيء قديم و معروف منذ القدم او انه جزء من التراث التقليدي او المروث القديم لاعطاء الاصالة للعمل و توضيح انه له "اساس"

6 - كون المكتشف او المخترع يعمل لوحده دون فرق عمل او دون تواصل مع مؤسسات بحثية كبرى

 

7 - انه ليكون الاكتشاف حقيقيًا يجب أن تتغير قوانين الطبيعة او القوانين العلمية :

     و احيانا يقوم الشخص باختراع قوانين علمية جديدة او نظريات وهمية لشرح طريقة عمل اختراعه او علاجه ، و من اجمل ما قرأته عن هذا هو تفسير الدكتور ارباب مخترع العلاج الوهمي للسكر و الصرع لالية حدوث السكر و الصرع الموجود في مقال الدكتور احمد بعنوان "إنهم مستمرون"  :
     المكتشف مضطر لأن يصمم قوانين طبيعة جديدة يفسر بها الظاهرة. يلقي العالم ذنب انتشار السكري على تغيير المواد الغذائية، وتخزين الغذاء لفترات طويلة في الثلاجات، واستخدام المواد الكيمائية في الحفاظ على المواد الغذائية. ويقول إن الدقيق صعب الهضم، و إذا لم يُهضم يترسب في الأنسجة والشرايين الدقيقة والكبيرة داخل الجسم، فيكون الشخص عرضة لأمراض القلب والفشل الكلوي وأمراض الدماغ بالإضافة إلى السكري. وهذا يمكن حله بإضافة بعض كربونات الصوديوم التي تحلل الدقيق في الجسم لأجزاء صغيرة . ما هذا الكلام ؟.. يبدو مهمًا منطقيًا لكنه ليس كذلك، ولن يرضى أي كيميائي حيوي عن هذا الكلام الفارغ

     لا تتوفر كل العلامات في الادعاء الكاذب الواحد ، لكن وجود عدد منها يكفي لاثارة الشك في الموضوع و ترجيح ان هذا الاكتشاف العلمي او الطريقة الجديدة كاذبة او محاولة للنصب .

 

 المراجع و صفحات لقراءة المزيد :



مقالات الدكتور أحمد خالد توفيق عن العلم الكاذب المذكورة في بداية هذه التدوينة و هي سلسلة "هؤلاء النصابون الكبار و ابتكاراتهم العبقرية هنا و هنا و هنا و هنا " و مقاله "تعالوا ننخدع من جديد - 2: شربة الحاج داود - اضغط هنا لقرائته" ، و مقاله الجميل في جريدة الاهرام "عن الـMMR والنصب وأشياء أخرى - اضغط هنا لقرائته" و ايضا مقال "انهم مستمرون - اضغط هنا لقرائته"

شارك هذا الموضوع ليستفيد منه أصدقائك

عن Abdalla Ahmed

أهلاً بك في مدونتي. أنا عبدالله ، طبيب شاب متحمس و طموح و متعدد الاهتمامات و الهوايات. أعمل بقسم الأشعة و التصوير الطبي بمركز سبها الطبي، و في أوقات فراغي استمتع بالقراءة و المطالعة ، و محاولة تعلم أشياء و مهارات جديدة. رغم اختلاف هواياتي و اهتماماتي إلا أنه يجمعها شيء واحد و هو أنها محاولات لأصير أفضل. حسابي في جوجل بلس هنا ، حسابي في الفيسبوك هنا ، حسابي في التويتر هنا
«
الموضوع التالي
رسالة أحدث
»
الموضوع السابق
رسالة أقدم

ليست هناك تعليقات:

اضف ردًا