يبدأ الكاتب هذا الجزء بأن يوضح ان هذه الطريقة هي التي تطلق عليها الكتب المختصة في العلوم اسم "الطريقة العلمية Scientific method" ، و أن خطواتها هي :
1 - صياغة فرضية
2 - تصميم تجربة لاختبار الفرضية
3 - انشاء اي جهاز تحتاج اليه التجربة
4 - أداء التجربة
5 - تحليل البيانات من التجربة لتحديد احتمال امكانية رفض الفرضية
6 - دقق أو صحح الفرضية و تابع اذا كنت تحتاج للمتابعة
(يمكنك قراءة الخطوات بصياغة اخرى في موضوعي هذا : "الطريقة العلمية Scientific method و خطواتها" )
و يوضح البروفيسور مايكل أن هذا البحث يبدأ يوضع فرضية، و الفرضية هي جملة عن العالم قد تكون صحيحة او خاطئة، و تكون التجربة لاختبار صحتها من عدمها. و يجب أن تكون الفرضية قابلة للتكذيب falsifiable حتى تكون فرضية علمية مقبولة حسب ما وضح كارل بوبر. كون الفرضية مقبولة علمية لا يعني انها صحيحة او خاطئة، فقط يعني انها تنطبق عليها الشروط المتعلقة بالفرضيات العلمية و انه يمكن اجراء التجارب لاثبات صحتها من عدمه.
ثم يشرح الكاتب معنى ان تكون الفرضية قابلة للتكذيب، و يوضح ان هذا يعني انه بامكان الشخص اثبات ان الفرضية خاطئة، وا نه بوسعه تخيل دليل يجعله و يجعل الاخرين يقتنعون ان الفرضية خاطئة. و يقدم كمثال على هذا فرضية : "ليس بامكان البشر جعل الملاعق تطير في الهواء باستعمال قواهم العقلية فقط" ، و يوضح أن هذه الفرضية قابلة للتكذيب و انه يكفي كدليل على خطأها ان يتم العثور على شخص واحد فقط قادر على جعل الملاعق تطير في الهواء باستعمال قواه العقلية و دون استعمال اي اسلاك او ادوات اخرى.
و كمثال على الفرضيات الغير قابلة للتكذيب و الغير العلمية وجدت في موقع احدى الجامعات (هنا) هذه الامثلة :
- هناك غوريلا بيضاء عملاقة تعيش في جبال الهيمالايا
- تحطمت سفينة فضائية في مدينة روزويل الامريكية
- بحيرة نيس تحتوى على مخلوق زاحف عملاق
و يوضح الكاتب ان المؤسسة الوطنية للصحة في امريكا National Institutes of Health تقوم بتقسيم الابحاث بشكل عام الى نوعين : بحوث مبنية على الفرضيات hypothesis-driven research و بحوث مبنية على الفضول او الاستكشاف curiosity-driven research، و انها تقوم بالتركيز على تمويل البحوث المبنية على الفرضيات بشكل شبه كامل. و يذكر انه لكل من النوعين مكانهما و دورهما المهم في البحث العلمي، و ان العلم يحتاج لكليهما ليعمل بشكل صحيح.
و يضيف ان البحث المبنى على الفرضيات hypothesis-driven research مهم عندما يحاول الباحث او العالم المقارنة بين عدد قليل من الاحتمالات المتعارضة او التي يعني اثبات احدها نفي الاخر مثل :
- محاولة تحديد اي من العلاجين اكثر فعالية
- اثبات او نفي ان خطوط الكهرباء لها علاقة بالسرطان
و ان البحث المبنى على الفرضيات شديد الاهمية في الطب بالذات، و انه هناك شروط خاصة لتصميم البحث المبني على الفرضيات لضمان دقة النتائج و عدم تأثرها التحيزات Biases سواء من القائمين على البحث او المشاركين فيه ، و انه سوف يتم شرح هذا بالتفصيل في الفصل الثاني من الكتاب.
و بعد ان وضح البروفيسور مايكل متى يكون من المناسب الاعتماد على البحث المبني على الفرضيات ، ينتقل لتوضيح ان البحث المبني على الفرضيات غير مناسب عندما يكون عدد الحلول البديلة او السيناريوهات البديلة كبيرًا جدًا، و يوضح بمثال على شخص يريد معرفة كثافة صخرة معينة، و يوضح انه بامكان ذلك الشخص ان يقول "فرضيتي هي ان كثافة هذه الصخرة هي 1 جم لكل سنتيمتر مكعب" و انه من المنطقي ان يبدأ الشخص بتقدير مبدئي للقيمة و ان يقومب اختبار ذلك التقدير، لكن لا يمكن اعتبار ذلك التقدير المبدئي "فرضية" . و يوضح انه السبب هو ان كثافة الصخرة قد تكون اي رقم بين 0.1 جم لكل سم مكعب و بين - مثلا 10 جم لكل سم مكعب، و بالتالي عدد الاحتمالات هائل جدا و احتمال ان الاحتمال سيتم رفضه كبير جدا، و لهذا هناك انواع اخرى من البحث تناسب هذا المثال غير البحث المبني على الفرضيات.
ثم يختم العالم الجزئية بجدول يوضح عدة جمل يمكن اعتبارها فرضيات، و يتعليقه على جملة منها و توضيح ما اذا كانت كل تصلح لتكون فرضية علمية مقبولة ام لا (فرضية علمية مقبولة لا يعني انها صحيحة او خاطئة ، فقط يعني أنها قابلة للاختبار بالتجارب العلمية). و هذه هي بعض الامثلة من ذلك الجدول بعد أن قمت بترجمتها للغة العربية :
المصادر و مراجع لقراءة المزيد :
M. Marder(2011).Research Methods for Science, first edition.Cambridge University Press.
شارك هذا الموضوع ليستفيد منه أصدقائك
ليست هناك تعليقات: