» » الدراسة بطريقة SQ3R



     هل من المفيد أو الضروري أن يحاول الشخص أن  يتعلم طرق جديدة للدراسة و لتذكر المعلومات التي يدرسها بعد ما أن يكون قد أمضي 15 او 18 او 20 سنة او اكثر و هو يدرس بالطرق التي تعود عليها بالسابق و ينجح في الانتقال من سنة لأخرى و من مرحلة لأخرى ؟ 

     أتصور أن هذا السؤال يطرح نفسه بشدة ، لدرجة أن شرح الطريقة مباشرة صعب بدون الاجابة عليه . و اجابتي الشخصية عليه هي أننا كلنا "تأقلمنا" بشكل أو بأخر مع بيئة التعليم ، و كل منا عثر على طريقة ما تناسبه سواء كانت هذه الطريقة هي القراءة و التلخيص او التسميع أو تلوين الكتاب بالأقلام الفوسفورية أو القراءة و المشي او غير هذه الطرق . و برغم أن هذه الطرق كانت ناجحة إلى حد ما ، إلا أنه كانت لكل طريقة عيوبها و كانت بعض الطرق نتيجة لكونها ضعيفة الفعالية تحتاج لمجهود اضعاف الممكن بذله باستعمال طرق أفضل منها .

     بالنسبة لي ، فعلاقتي مع القراءة و التعلم ما انتهت بتخرجي ، و هذا مرتبط بطبيعة تخصصي و بشخصيتي أيضًا . لهذا العثور على طريقة أفضل للدراسة و التذكرو قيامي باستعمالها و تبنيها حيكون مفيد جدًا بالنسبة لي لأنه حيوفر علي الكثير من الجهد و الوقت الذين حنحرم منهم نتيجة لانتقالي من مرحلة كوني طالب متفرغ للدراسة إلى مرحلة كوني شخص مرتبط بوظيفة و مطلوب منه مسؤوليات و عنده أعباء بالاضافة للدراسة و التعلم الضروري له . و أتوقع أن اجابة بعض من سيقرأو هذا الموضوع حتكون مثل اجابتي.

     الطريقة التي عثرت عليها هي طريقة وضعها فرانسيس روبينسون و نشرها في كتاب له بسنة 1946 ، و انتشرت من وقتها و تعتبر حاليا من أهم و اشهر طرق الدراسة . اسم الطريقة SQ3R هو تجميع للأحرف الأولى من الخطوات الخمس المكونة للطريقة و هي : Survey (تصفح) ، Question (اطرح الاسئلة) ، Read (اقرأ) ، Recite (سمّع) ، Review (راجع) .

     تبدأ الطريقة بقيام الشخص بتصفح Surveying الموضوع أو الفصل الذي يقوم بدراسته. و هذا يتم بأن يقوم الشخص بقراءة سريعة لمقدمة الفصل أو الكتاب و خاتمته و عناوين الفصول الفرعية او الجزئيات المختلفة ، ثم يقرأ الملخصات الموجودة في نهاية كل موضوع ، و بعدها يمر على الرسوم و الصور التوضيحية و يقرأ ما تحتها ، و يمر على على الكلمات المحددة بلون داكن أو خط مائل.

     الخطوة الثانية هي أن يقوم الشخص بكتابة الأسئلة Questions التي يقوم بالقراءة لأجابتها و الأسئلة التي خطرت بباله و هو يقوم بتصفح الفصل أو الكتاب. لأن القراءة بحثًا عن اجابة هذه الأسئلة ستجعله يتذكر أكثر من القراءة السلبية دون هدف .

    بعدها نصل للخطوة الثالثة Reading و هي القراءة بتعمق من البداية للنهاية ، بحثًا عن اجابة الاسئلة التي قمنا بعملها في الخطوة الثانية . و للحفاظ على التركيز و عدم التشتت يجب على الشخص أن يقوم بتحويل عنوان كل جزئية او باب فرعي الى سؤال ، و الا يغادر الجزئية او الباب الفرعي الا عندما يتمكن من الاجابة على ذلك السؤال .

     في الخطوة الرابعة Reciting و هي خطوة التسميع يعود الشخص للأسئلة التي قام بعملها في الخطوة الثانية و يحاول أن يجيب عليها من ذاكرته بعد اغلاقه للكتاب . إن تمكن من فعل هذا فيكون هدف قراءته قد تحقق و إلا فإنه يجب عليه أن يعيد قراءة الجزئيات التي لم يستطع تذكرها من جديد .

     الخطوة الخامسة و الأخيرة هي Reviewing او المراجعة القيام باعادة قراءة الفصل او الكتاب من جديد ، مع التركيز على الجزئيات التي لم يستطع الشخص تذكرها في الخطوة رقم 4 . و من المفيد أيضًا ان يقوم الشخص يمناقشة تفاصيل ما قراه مع شخص أخر ، لأن هذا سيرسخ المعلومات في رأسه . و يمكن أن يقوم القاريء بتحديد موعد لمراجعة ما قرأه بعد فترة مناسبة حتى يترسخ أكثر في ذاكرته .


شارك هذا الموضوع ليستفيد منه أصدقائك

عن Abdalla Ahmed

أهلاً بك في مدونتي. أنا عبدالله ، طبيب شاب متحمس و طموح و متعدد الاهتمامات و الهوايات. أعمل بقسم الأشعة و التصوير الطبي بمركز سبها الطبي، و في أوقات فراغي استمتع بالقراءة و المطالعة ، و محاولة تعلم أشياء و مهارات جديدة. رغم اختلاف هواياتي و اهتماماتي إلا أنه يجمعها شيء واحد و هو أنها محاولات لأصير أفضل. حسابي في جوجل بلس هنا ، حسابي في الفيسبوك هنا ، حسابي في التويتر هنا
«
الموضوع التالي
رسالة أحدث
»
الموضوع السابق
رسالة أقدم

ليست هناك تعليقات:

اضف ردًا