» » الحياة نفسها مجرد لعبة استراتيجية اخرى



     بوست غريب، بس لسبب ما شعرت بالرغبة في كتابته برغم اني مش من عشاق الالعاب الاستراتيجية (و لا الالعاب بشكل عام). تشبيه الحياة بالالعاب الاستراتيجية يعود لانهن يتشابهن بعدة وجوه.

      اول هذه الوجوه، هو ان الاثنين ممكن تواجه فيهم فشل في جانب ما من وقت لاخر. سواء كان هذا الفشل في بناء شيء او مدينة داخل اللعبة او في احتلال قطعة ارض او هزيمة عدو في معركة، او كان هذا الفشل في جانب من جوانب الحياة مثل خسارة فرصة عمل او الرسوب في مادة او خسارة صديق او حبيب. و في الاثنين، اللعبة تستمر، و النتيجة النهائية ما تعتمد على تلك الخسارة الا في احوال نادرة، و لكنها تعتمد على مجموع الخسارات و الارباح و اهمية و تأثير كل منها (وزنه). و عادة تكون الخسارة خسارة معركة مش خسارة حرب مثل ما يقول التعبير الشائع. و اشياء كثيرة و خسارات كثيرة يمكن تعويضها او حتى استبدالها لو اضطر الامر.

      الوجه الثاني هو ان الاثنين مواردك فيهم محدودة و لهذا النتائج فيهم تعتمد بشكل كبير على توزيعك لمواردك و استثمارك لها. سواء كانت هذه الموارد مواطنين او ميزانية او موارد طبيعية في اللعبة الاستراتيجية، او كانت هذه الموارد هي وقتك و جهدك و نقودك في الحياة الواقعية.

     الوجه الثالث، هو انك في الاثنين غالبا حتلقى نفسك مضطر تضحي ببعض الاشياء في الحاضر لكسب اشياء اخرى في المستقبل. سواء كانت هذه التضحيات هي خسارة منطقة معينة او مشروع معين في اللعبة او التخلي عن شيء يمتعك او يستهلك وقتك في الحياة الواقعية لتخصص هذا الوقت و الموارد لمشروع يهمك نجاحه او لتجنب فشل لا تتمنى ان تشوفه يتحول لواقع.

     الوجه الرابع هو أهمية معنوباتك في اللعبة أو الحياة خصوصا بلحظات الخسارة. خسائر كثيرة - بالالعاب او بالحياة - يكون لها تأثير اكبر من حجمها بسبب ما تفعله بمعنوياتك، و بالتالي قيامها بمنعك من التركيز في اللعب او في المحاولة. و بهذه اللحظات بالذات يكون من المهم انك تذكر نفسك بان هذه مجرد معركة و ليست الحرب كلها، و بانه هذه الخسارة ما حيكون لها اي عواقب مهمة طويلة المدى في اللعبة او في الحياة.

     و الوجه الخامس و الافضل هو انه طالما اللعبة مستمر و طالما انت حي، فكل شيء يمكن اصلاحه و الدور لم ينته بعد، الا لو قررت انت شخصيا انهائه.

    اتصور ان افضل نهاية لهذا البوست هو اقتباس معين من اقتباساتي المفضلة، و هو اقتباس لمدرب كرة قدم امريكية اسمه فنسنت لومباردي، و نصه هو:

"الفرق بين الشخص الناجح و الاخرين ليس هو فرق القوة ، و لا فرق المعرفة .. و لكنه فرق الارادة"

    اتصور انه مقصده هو ان الفرق اللي يحدد نجاح البعض و فشل الاخرين مش هو فرق امكانيات بقدر ما هو ان من يستطيع الوقوف على قدميه من جديد و المواصلة هو من ينجح مقارنة بكل من يظلوا مكانهم بعد السقوط او الفشل ( = الفرق هو الارادة اللي يدفع وجودها البعض للمواصلة و يدفع غيابها الاخرين للتوقف و الانهزام).

شارك هذا الموضوع ليستفيد منه أصدقائك

عن Abdalla Ahmed

أهلاً بك في مدونتي. أنا عبدالله ، طبيب شاب متحمس و طموح و متعدد الاهتمامات و الهوايات. أعمل بقسم الأشعة و التصوير الطبي بمركز سبها الطبي، و في أوقات فراغي استمتع بالقراءة و المطالعة ، و محاولة تعلم أشياء و مهارات جديدة. رغم اختلاف هواياتي و اهتماماتي إلا أنه يجمعها شيء واحد و هو أنها محاولات لأصير أفضل. حسابي في جوجل بلس هنا ، حسابي في الفيسبوك هنا ، حسابي في التويتر هنا
«
الموضوع التالي
رسالة أحدث
»
الموضوع السابق
رسالة أقدم

ليست هناك تعليقات:

اضف ردًا