أنواع الدراسات الطبية Clinical study design

 تدوينة كتبتها في صفحة مجلة سبها الطبية على الفيسبوك (هنا)

     تهدف الدراسات الطبية للاجابة عن أسئلة معينة مثل : ما مدى انتشار المرض (س) في المجموعة البشرية الفلانية؟ أو ما هو سبب المرض (ص) ؟ أو هل للدواء الجديد (ع) تأثير أفضل في علاج مرض معين مقارنة بالدواء التقليدي (غ) أو العلاج الوهمي (البلاسيبو Placebo). و هناك عدة أنواع من الدراسات طبية التي يمكن اجراؤها للحصول على اجابة لهذه الأسئلة، كل نوع يصلح لل‘جابة على أسئلة معينة، و لكل نوع مزايا و عيوب مختلفة عن الأنواع الأخرى.

     باذن الله في هذه التدوينة سأقوم بذكر أهم أنواع الدراسات الطبية، و في التدوينات القادمة سأتناول كل منها بشكل مفصل و مبسط بنفس الوقت مع تقديم أمثلة لها. و في أخر تدوينتين حقدم طريقة سهلة لمعرفة نوع الدراسة عند قرائتك لمقال عنها، و حختم بذكر ملخص لأنواع الدراسات من جديد مع توضيح السؤال التي تصلح كل منها للإجابة عليه في صورة مقارنة مبسطة جدًا.

      بشكل عام، تنقسم الدراسات إلى دراسات مراقبة و دراسات تجريبية. و لكل من هذين النوعين أنواع فرعية منه.

أولا : دراسات المراقبة Observational studies :

    و في هذه الدراسات لا يقوم الباحثين بأجراء أي تدخل أو تعديلات في العلاجات التي تتلقاها الحالات، و يكتفون فقط بمتابعة الحالات و تسجيل ملاحظاتهم على ما يحدث لها. و هي تنقسم إلى نوعين و هما الدراسات الوصفية و الدراسات التحليلية :

1) الدراسات الوصفية Descriptive studies :

     و هي تدرس معدل حدوث و مدى انتشار الأمراض (تقوم بالإجابة على الأسئلة الأتية : من، ماذا، متى و أين. من هم الأشخاص المصابين بالمرض (من ناحية العمر و الجنس و الوظيفة و العرق و مستوى التعليم و غيرها من المتغيرات) ؟ ماذا يعاني هؤلاء الأشخاص بالضبط ؟ متى أصابهم المرض ؟ و أين يوجد هؤلاء الأشخاص. و للدراسات الوصفية عدة أنواع أهمها :

- تقارير الحالات Case reports : في هذه الدراسات تتم دراسة من حالة إلى ثلاث حالات (أو أسرة واحدة) تكون قد أتت بأعراض أو علامات غير معتادة للمرض الذي تعاني منه أو مرت بعلاج جديد او ظهر فيها مضاعفات غير متوقعة لدواء معين او مثلت صعوبة في التشخيص لسبب او لاخر. و يم تسجيل الأعراض و العلامات و نتائج التحاليل و التصوير الخاصة بالحالة، و تسجيل التشخيص النهائي لها و العلاج الذي تلقته و نتائج متابعتها.

- سلسلة الحالات  Case series  : و فيها يتم جمع المعلومات عن عدد من المرضى، و عادة ما يشترك هؤلاء المرضى في صفة أو أكثر مثل نوع المرض الذي يعانون منه أو نوع العلاج الذي خضعوا له أو نوع المضاعفات التي يعانون منها. و قد يتم عمل هذه الدراسة بمتابعة هؤلاء المرضى لفترة من الزمن أو يتم عملها بجمع المعلومات عن الحالات من ملفاتها المرضية و سجلاتها الأخرى. و لا تتم مقارنة المرضى بمجموعة أخرى في هذا النوع من الدراسات.

- الدراسات المقطعية Cross sectional studies : و هي دراسات تقوم بقياس مدى إنتشار مرض معين أو العوامل المؤثرة على مرض معين في المجموعة البشرية التي تتم دراستها في وقت ما أو في فترة قصيرة من الزمن.

2) الدراسات التحليلية  Analytic studies :

     و هي دراسات يتم اجراؤها للتأكد ما إذا كان هناك ارتباط بين المرض موضع الدراسة و التعرض لأحد المسببات المتوقعة أو عوامل الاختطار المتوقعة له. و هناك نوعين من هذه الدراسات و هما دراسات الحالات المرضية-المجموعات الضابطة و دراسات الحشد.

- دراسات الحالات المرضية-المجموعات الضابطة case control studies : و تبدأ هذه النوعية من الدراسات باختيار الباحثين لمجموعتين : مجموعة مصابة بالمرض و الأخرى غير مصابة بالمرض، ثم يحاولوا البحث عن الفارق في تعرض كل من المجموعتين للمسبب المتوقع للمرض في الماضي.

- دراسات الحشد Cohort studies : تبدأ هذه الدراسات باختيار الباحثين لمجموعتين : مجموعة تعرضت للمسبب المتوقع للمرض، و مجموعة اخرى لم تتعرض لذلك المسبب. ثم يقوم الباحثون بمتابعة المجموعتين لفترة من الزمن لمعرفة الفرق في معدل الإصابة بالمرض عند المجموعتين مستقبلاً.

ثانيا : الدراسات التجريبية Experimental studies :

    و في هذه الدراسات يقوم الباحثون بعمل تدخل معين (إعطاء دواء ما، تجريب طريقة علاجية جديدة، التقليل من مؤثر معين) ثم يقومون بمتابعة الحالات لمعرفة تأثير هذا التدخل على سير المرض أو حالة المرضى. و قد تكون هذه الدراسات مضبوطة Controlled (تحتوي على مجموعة ضابطة للمقارنة بها) او غير مضبوطة Non-controlled (لا تحتوي على مجموعة ضابطة للمقارنة بها). و عند استعمال مجموعة ضابطة في الدراسة التجريبية يمكن أن يتم توزيع الحالات بشكل عشوائي بين مجموعة التجربة و المجموعة الضابطة للحصول على تجربة عشوائية مضبوطة  Randomised Controlled Trial أو قد لا يتم استعمال التوزيع العشوائي للحالات بين مجموعة التجربة و المجموعة الضابطة و تكون النتيجة تجربة غير عشوائية مضبوطة non-randomized controlled trial.

شارك هذا الموضوع ليستفيد منه أصدقائك