كتبت في الاسبوع الماضي عن الطريقة العلمية و خطواتها في هذا الموضوع : "الطريقة العلمية Scientific method و خطواتها" ، و اليوم اكتب عن الدكتور جريجوري هاوس و حلقات مسلسله الرائع الذي اعتبره من أجمل الامثلة على الطريقة العلمية في التفكير و التجربة، و اتصور ان الكثيرين يشاركوني باعجابي بهذا المسلسل و بطله.
تبدأ كل حلقة من حلقات المسلسل بوصول حالة جديدة لهاوس و فريقه، و تكون الحالة مصابة بمرض يفشل الأطباء الاخرين في تشخيصه، و يصبح الملجأ الأخير هو هاوس. و يقوم هاوس و فريقه باخذ التاريخي المرضى للحالة، و الكشف عليها و اجراء الفحوصات المختلفة، و يصلون لعدة تشخصيات مختلفة و يجربون عدة علاجات و جراحات، لكن عادة تكون كل التشخيصات خاطئة عدا التشخيص الاخير الذي يصيب و ينجح علاجه في انقاذ المريض في نهاية الحلقة.
للتذكير ، خطوات الطريقة العلمية الخمس هي : صياغة سؤال البحث، وضع الفرضية ، عمل تنبؤات من الفرضية الموضوعة، ثم اختبار التنبؤ بتجربة او اختبار معين، و تحليل النتائج. و هذه هي نفس الخطوات التي تمر بها عملية التشخيص التي يقوم بها هاوس و فريقه طوال الحلقة.
تبدأ العملية العلمية بوصول حالة لديها اعراض و علامات معينة، لهاوس و فريقه، و يكون السؤال وقتها "ما هو المرض الذي يعاني منه المريض" ، و يتم تضييق نطاق السؤال باستعمال الاعراض و العلامات التي لدى المريض لاستبعاد الاحتمالات و يتبقى احتمالين او ثلاثة في العادة ، و تكون هذه الاحتمالات هي الفرضيات التي يحاول الفريق اثباتها او نفيها. و بهذا نكون مررنا بالخطوتين الاولى و الثاني من الطريقة العلمية (وضع السؤال، و صيغة الفرضيات) .
بعد ذلك يتم - ضمنيا - توقع نتائج تحاليل معينة او تصاوير معينة او استجابة المريض بشكل معين للعلاج ان كان لديه المرض "س" و نتائج اخرى ان كان يعاني من المرض "ص"، و هذه تمثل خطوة وضع التوقعات، و هي ثالث خطوات البحث العلمي. و يقوم الفريق باجراء الفحوصات و الصور او اعطاء العلاج، و هذا ما يمثل خطوة التجربة او اختبار الفرضية\الفرضيات و هي رابع خطوات البحث العلمي.
تظهر النتيجة و تكون النتيجة متمثلة في نتيجة غير متوقعة للتحاليل او الصور او استجابة غير طبيعية من المريض لعلاجه طوال فترة المسلسل، و هو ما يوضح فشل الفرضية و حاجة الفريق لفرضية جديدة يقومون باختيارها بعد التشاور حول الاعراض و العلامات الاصلية و اضافة تطورات الحالة الجديدة لها، او بان تظهر النتيجة التي توقعها هاوس و فريقه او باستجابة المريض للعلاج و بالتالي اثبات فرضية الفريق و كون المريض يعاني من المرض الفلاني. و هذه هي الخطوة الخامسة في الطريقة العلمية او عملية البحث العلمي و هي تحليل النتائج.
الجدير بالذكر هو ان هذه الطريقة هي نفس الطريقة التي يتبعها باقي الاطباء في التشخيص و العلاج في العادة، فقط تكون الحالات التي تصل لفريق هاوس اصعب و هذا يعني اما انها تكون غير تقليدية من ناحية الاعراض و العلامات او انها تكون امراض نادرة لم تخطر على بال الأطباء الذين تعاملوا مع الحالة قبل وصولها لهاوس و فريقه.
شارك هذا الموضوع ليستفيد منه أصدقائك
ليست هناك تعليقات: